اخر المشاركات

خريطة المخاطر العالمية: موقع دول شمال إفريقيا في التصنيف

خريطة الخطر العالمية تضع الدول المغاربية في مراتب اللخسرة



تُعد خريطة المخاطر العالمية أداة تحليلية مهمة تُستخدم لتقييم مستوى الأمان والمخاطر في مختلف دول العالم، حيث تعتمد على عدة معايير، من بينها الاستقرار السياسي، والجريمة، والكوارث الطبيعية، ومستوى الرعاية الصحية، والاضطرابات المدنية، والبنية التحتية. تُصدر هذه الخرائط عادةً من قبل مؤسسات متخصصة مثل Riskline وSafeture، والتي تُقيّم المخاطر بناءً على بيانات محدثة من مصادر موثوقة.


موقع دول شمال إفريقيا في التصنيف العالمي للمخاطر


1. المغرب: تصنيف منخفض المخاطر


يُعد المغرب واحدًا من أكثر الدول أمانًا في القارة الإفريقية، حيث صُنّف في فئة "الخطر المنخفض" وفقًا لآخر إصدار من خريطة المخاطر العالمية. يضع هذا التصنيف المغرب في مستوى مماثل لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهو ما يعكس الاستقرار السياسي النسبي، وتحسن البنية التحتية، وانخفاض معدلات الجريمة المنظمة مقارنة بدول الجوار.


ومع ذلك، هناك بعض المناطق التي تحمل تصنيفات أعلى في المخاطر، خاصة خلف الجدار الأمني في الصحراء، حيث صُنّفت هذه المناطق ضمن "الخطر الحرج"، بالإضافة إلى بعض المناطق الحدودية مع الجزائر في الجنوب الشرقي التي تقع ضمن "الخطر المرتفع" بسبب تحديات أمنية.


2. الجزائر: تفاوت في مستوى المخاطر


تشير خريطة المخاطر إلى تباين في تصنيف الجزائر، حيث وُضعت معظم المناطق الشمالية والوسطى ضمن فئة "الخطر المرتفع"، في حين أن المناطق الحدودية الجنوبية والغربية صُنّفت في نطاق "الخطر الحرج". يعود ذلك إلى عدة عوامل، من بينها الأوضاع الأمنية في بعض المناطق الجنوبية، ووجود تهديدات متعلقة بالتهريب والجماعات المسلحة في المناطق الحدودية مع مالي والنيجر وليبيا.


رغم ذلك، فإن بعض المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة ووهران تتمتع بمستوى أمان أعلى مقارنة ببقية المناطق، خصوصًا في ظل وجود مراقبة أمنية مشددة في المناطق الحضرية.


3. تونس: تصنيف متباين بين المناطق


تونس بدورها تتمتع بتصنيف متباين، حيث وُضعت المناطق الساحلية والعاصمة تونس ضمن فئة "الخطر المتوسط"، في حين صُنّفت المناطق الداخلية والقريبة من الحدود الليبية والجزائرية في فئة "الخطر المرتفع". يرجع ذلك إلى بعض التحديات الأمنية المرتبطة بتهديدات الإرهاب والجريمة المنظمة، إلى جانب التوترات الاجتماعية التي تشهدها بعض المناطق الداخلية.


4. ليبيا: واحدة من أخطر الدول في شمال إفريقيا


ليبيا تُعد من بين أكثر الدول خطورة في المنطقة، حيث صُنّفت معظم أراضيها ضمن فئة "الخطر الحرج". يعود ذلك إلى استمرار النزاع المسلح بين الفصائل المختلفة، والانفلات الأمني، ووجود الجماعات المسلحة. تعد المناطق الغربية والجنوبية من بين أكثر المناطق تضررًا، بينما تشهد بعض المدن الكبرى مثل طرابلس وبنغازي استقرارًا نسبيًا، لكنه يظل هشًّا مقارنة بدول الجوار.


5. مصر: تصنيف متدرج حسب المناطق


في مصر، تُظهر خريطة المخاطر العالمية تفاوتًا في مستوى المخاطر، حيث تُعتبر المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية ضمن فئة "الخطر المنخفض إلى المتوسط"، بينما صُنّفت بعض المناطق في سيناء ضمن "الخطر المرتفع" بسبب التوترات الأمنية والهجمات الإرهابية المتفرقة. تعد المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ من بين المناطق الأكثر أمانًا، إذ تخضع لمراقبة أمنية مشددة لضمان سلامة السياح.


أهمية خريطة المخاطر العالمية


توفر خريطة المخاطر العالمية أداة قيمة للمسافرين، والشركات، والمستثمرين لمساعدتهم في تقييم الأوضاع الأمنية قبل اتخاذ قراراتهم. كما تعكس هذه الخرائط التغيرات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، مما يجعلها مرجعًا مهمًا للجهات الفاعلة المختلفة.



تتفاوت مستويات المخاطر في دول شمال إفريقيا وفقًا للظروف السياسية والأمنية لكل دولة. فالمغرب يُعد من الدول ذات الخطر المنخفض، بينما تشهد الجزائر وتونس تفاوتًا بين المناطق. أما ليبيا، فتظل واحدة من أخطر الدول في المنطقة بسبب النزاعات المستمرة، في حين تحتل مصر موقعًا وسطًا مع استقرار نسبي في المدن الكبرى. تعتمد هذه التصنيفات على معايير متعددة، مما يجعلها خاضعة للتغيير وفقًا للتطورات على أرض الواقع.



Top
Top